حائرة: أحب زميلا لي في الدراسة، وفي نهاية العام الدراسي، طلب مني أن أصحبه لتناول الغداء والتفاهم، أنا معجبة به كثيرا، ولكن المشكلة هي أن صديقتي كذلك معجبة به، فأنا حائرة لم استطع أن أصارحها بشعوري اتجاهه، أخاف أن تتركني عندما تعرف أنني أحبه، لدي شعور بذلك، فعندما تمدحه أتوجع وأبدا بلوم نفسي، أنا نادمة على قبولي دعوته، والآن أريد أن أقول له أنني لا أريده وأطلب منه أن يتركني، وأخبره بأن صديقتي معجبة به وأريد أن اجمعهما مع بعض. أنا لا اريد أن أخسره وفي نفس الوقت لا أريد أن أخسر صديقتي.
عزيزتي الحائرة: قبل كل شيء علينا أن نتذكر أن الحب هو أعمق بكثير من مجرد كونه إعجاب وانجذاب نحو شخص آخر، إنه مسؤولية بكل معنى الكلمة، لها شروطها وواجباتها، ومن دونها لايمكننا بهذا الشعور الطيب فقط أن نؤسس علاقة سليمة وناجحة.
لا شك أن شعورك تجاه زميلك هو شعور صادق، لكن بناء علاقة صحيحة ودائمة، يتطلب إجابة واضحة على السؤال التالي: ماذا أريد من هذا الشاب؟ هل أفكر بالزواج منه، وهل يملك المؤهلات ليكون شريك حياتي، ثم هل هو يبادلك نفس الشعور؟ وعندما دعاك للتفاهم، ماذا كان يريد، وهل كان صريحا في حديثه، وحريصا على عدم التلاعب بأحاسيسك، كما يتلاعب الكثيرون بأحاسيس فتيات يحسبن أنهم حصلوا على فارس أحلامهن، لكن هذا الفارس كان مجرد شخص لعوب يريد أن يتسلى ولا يفهم من الحب إلا الكلام المعسول المخادع، فكم من شاب داس على قلب حبيبته بكل برود، وأدار بوصلة قلبه إلى فتاة أخرى، بسرعة خاطفة، وكم من حب كان يبدو حقيقيا لكنه ذهب مع الريح بمجرد تغير الظروف، فانطفأ وحل مكانه برود قاتل.
طبعا هذه الامور لايمكن معرفتها سريعا، فكل واحد منا يمر خلال فترة المراهقة بتجربة مماثلة أو أكثر، لكن الإنسان كلما نضح، كلما تعرف على الحياة، واستطاع النظر إلى الأمور بدقة وعقلانية أكبر، وهذا لا يعني اتهام الشاب والتشكيك به، لكن المطلوب هو وضع النقاط على الحروف من أول يوم، لأن ذلك هو ما يوضح الهدف من علاقتك بهذا الشاب، وعندما يتوضح الهدف، ستكونين على ثقة تامة للتعبير بكل صراحة عن شعورك تجاهه، ليس له فحسب وإنما لأهلك وصديقاتك، لأنك حينها تعرفين أين تضعين قدمك، وبأي اتجاه تسيرين، وهذا الأمر لن يغضب صديقتك إذا كانت فعلا صديقة تتمنى لك الخير كما تتمناه لنفسها.
إن حرصك على عدم خسارة صديقتك، هو بالتأكيد تصرف نبيل، لكن الخيار يبقى بيد الشاب ليحدد أي القلبين سيشارك قلبه مشوار الحياة، ليبنيا سويا أسرة نموذجية تملك كل مقومات السعادة والنجاح.. نتمنى لك ذلك.