الإسلام وضع لبنات السعادة الزوجية
أكد الداعية الإسلامي والمحامي بالنقض الدكتور عوض الله شراقة أن أولى لبنات الأسرة السعيدة تبدأ أولا بحسن اختيار الرجل لزوجته ، وكذلك ولي المرأة يختار لها الزوج الصالح ، كما أعطانا رسولنا الكريم أسس اختيار الرجل لزوجته ففي حديثه الشريف " " تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها ولِحَسَبها ولِجَمَالها وَلدينها: فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ " مُتّفَقٌ عَلَيْهِ .
وأضاف أن الحديث دلَّ على أن مصاحبة أهل الدين في كل شيء هي الأولى لأن رفيقهم ينتفع بأخلاقهم وطرائقهم ولاسيما الزوجة فهي أولى من تنتفع بذلك لأنها شريكة حياته وأم أولاده وأمينته على ماله ومنزله وعلى نفسها.
وأوصي شراقة خلال ندوة "عش حياتك...أسرة سعيدة" والتي عقدت بساقية عب المنعم الصاوي بالقاهرة بضرورة الالتزام بقواعد الدين الإسلامي في فترة الخطوبة ، وضرورة الالتزام بالضوابط الشرعية في معاملة الخطيب لخطيبته والعكس ، وكذلك الاستعانة ببعضهما البعض على طاعة الله في الذكر وفي الصلاة والصيام وفي الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، لافتا إلى حرمة اختلاء الرجل بمخطوبته دون محرم حتى يبارك الله ذلك الزواج ويرضى عن هذا البيت المسلم .
وأضاف الدكتور شراقة أنه يجب الالتزام أيضا بالقواعد الشرعية في مرحلة الفرح والزفاف فلا يجوز حجز قاعات فارهة تكلف أهل الزوج مبالغ طائلة ، ناهيك عن الغناء والموسيقي والرقص وكل ذلك رجز من عمل الشيطان ، محذرا من أن يبدأ الزوجين حياتهما بمعصية الله .
وقال، بحسب موقع "الشروق برس"، إنه ليس صحيحًا قول من قال: إن الزواج يقتل الحب ويميت العواطف. بل إن الزواج المتكافئ الصحيح الذي بني على التفاهم والتعاون والمودة، هو الوسيلة الحيوية والطريق الطيب الطاهر للحفاظ على المشاعر النبيلة بين الرجل والمرأة، حتى قيل فيما يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لم ير للمتحابين مثل النكاح) ، والزواج ليس وسيلة إلى الامتزاج البدني الحسي بين الرجل والمرأة فحسب، بل هو الطريق الطبيعي لأصحاب الفطر السليمة إلى الامتزاج العاطفي والإشباع النفسي والتكامل الشعوري، حتى كلا من الزوجين هو لباس للآخر، يستره ويحميه ويدفئه، قال تعالى: {هن لباس لكم وأنتم لباس لهن}، وتبادل مشاعر الحب بين الزوجين يقوِّي رابطتهما، فالحب أمر فطر الله الناس عليه، وهو رباط قوي بين الرجل وزوجته، فهو السلاح الذي يشقان به طريقهما في الحياة، وهو الذي يساعدهما على تحمُّل مشاقَّ الحياة ومتاعبها، وهو الذي ينمو حينما تحسن العشرة بينهما.
واختتم شراقة كلمته بوصية للشباب والفتيات بضرورة الابتعاد عن الاختلاط والعلاقات غير الشرعية تحت شعارات كاذبة مضللة، وبدعوى الحب والتعارف، وأن هذا هو الطريق الصحيح للزواج الناجح، وهذا الأمر باطل ، ومن دقق النَّظر فيما يحدث حولنا يجد أن خسائر هذه العلاقات فادحة، وعواقبها وخيمة، وكم من الزيجات فشلت؛ لأنها بدأتْ بمثل هذه العلاقات، وكم من الأسر تحطمت؛ لأنها نشأت في ظلال الغواية وإتباع الهوى.