على متن سيارة جيب سوادء مكشوفة مزينة بالبالونات الحمراء ومحملة بالهدايا وصلت “ماما نويل” ميريام فارس، يرافقها “بابا نويل” الى بيت الرجاء في منطقة الكحالة اللبنانية للإحتفال بعيد الميلاد مع مجموعة من الأطفال المحرومين من كنف الأسرة يتامي، وفقراء، ومتروكين.
وذلك تلبية لدعوة أسرة برنامج “هوا بيروت” الذي يبث على أثير إذاعة ميلودي أف أم، من تقديم سنا نصر وإعداد شربل سعادة، حيث كان الأطفال بإنتظارها خارج الدار بلهفة، تحولت الى فرح صاخب بمجرد وصولها.
إستقبلتهم ميريام بضحكة مرحة، رسمت الفرح على وجوه صغيرة، عرفت الهم في عمر مبكر، بثت الدفء في في نفوس تحملت الكثير من الألم والحرمان، وغمرتهم بحنان ملأ نفوسهم المحرومة من العطف والآمان بالتعلق بهذه الفنانة الشابة.
توجهت بعدها ميريام الى الداخل لتتحدث الى سنا نصر على الأثير عن أجواء الميلاد، وضرورة العطاء ومشاركة المحرومين، وبث روح الميلاد في نفوسهم، وتعويضهم عن غياب الأسرة.
بعدها التف أبناء الدار حول ميريام التي بدأت بتوزيع الهدايا عليهم، ثم شاركتهم الرقص والغناء، وسط أجواء من البهجة والفرح.
ماما ميريام؟!
ميريام كانت تتحدث وهي تحتضن طفلاً صغيراً بقي جالساً في حضنها طيلة فترة تواجدها مع الأطفال تقريباً، وعندما شعر بأنها منشغلة بالحديث معنا، قاطعها بمانادتها “ماما” الأمر الذي شكل مفاجأة لها، كانت أقرب الى الصدمة، وعندما سألناها عن شعورها وهي تسمع كلمة “ماما” منه كان جوابها سؤال: هل يمكن أن آخذه معي وأنا مغادرة؟
تجارب إنسانية سابقة
لم تكن هذه تجربتنا الإنسانية الأولى عن قرب مع ميريام فسبق وتابعنا قصة الشاب الذي تكفلت ميريام بمصارف عملية جراحية تهدف لإعادة البصر اليه، بعد تعرضه لحادث كاد أن يدمر حياته، خلال عملنا على تغطية برنامج “أنت مين” قبل عامين تقريباً.
منظرها مع الأطفال ذكرنا بقصة هذا الشاب، فسألنا ميريام عنه وما حل به اليوم، فأسرت لنا بسعادة، بأنه إستعاد بصره بعد نجاح العملية، وعاد لمتابعة حياته وجامعته، والإهتمام بعائلته التي تعتمد عليه في إعالتها، وعندما سألناها فيما إذا كانت هي من تكفل بمصاريف دراسته الجامعية، شعرت بالإحراج ولم تعلق.
كيف كان عام 2009 على ميريام؟
ولنغير مجرى الحديث سألناها عن عام 2009 كيف تقيمه على الصعيدين الشخصي والعملي فقالت بأنه كان صعباً على المستوى الشخصي بسبب مرض والدتها والعملية التي أجرتها، ولكنه إنتهى على خير بشفاء والدتها وإستعادتها لصحتها، أما على الصعيد العملي فإعتبرته عاماً ناجحاً.
آمال الـ 2010
وحول تطلعاتها للعام 2010 قالت مبتسمة أتمنى أن أوفق في إنهاء ديكورات مكتبي الجديد في المنصورية، وتحدثت عن أسباب إنفصالها عن شركة ميوزيك إز ماي لايف، قائلة بأن عمر الخلافات يمتد لعامين، وبأنها لم تغادر فجأة، وبأنها لا تزال تحتفظ بمحبة كبيرة للقائمين على الشركة، ولا ترغب بخسارتهم كإصدقاء إن تعذر إستمرارها بالعمل معهم. ولذلك كله تحفضت عن ذكر الأسباب “الحقيقية” للخلاف والتي تعتبرها كبيرة وعميقة، وليست تافهة وسطحية، وإحترمنا بدورنا تحفظها لأننا نحب ونحترم الطرفين، وبالتالي نأمل أن تستمر الصداقة بينهما.