إيمان إبراهيم , بانيت : عام الفضائح والنكسات الفنية، عام الانكسارات والخيبات، عام الركود الفني والخلافات، هو العام الذي تتساقط آخر أوراقه، أملاً باشراقة سنة جديدة قد تبشر بالأمل.
أطل العام 2009 على نبأ مفجع، رحل منصور الرحباني تاركاً خلفه شرخاً كبيراً في الرحابنة الجدد، الذين تبادلوا الاتهامات عبر وسائل الاعلام، في حرب بيانات لم تحترم ذكرى الفنان الراحل ولا تاريخ العائلة الفني العريق.
فقد بدأت الخلاف عندما اكتفت السيدة فيروز بإرسال إكليل ورود إلى الكنيسة حيث كانت تقام مراسم العزاء، ولم تحضر بنفسها ما أكد عمق الخلافات مع الرحابنة والتي بدأت قبيل موت زوجها الراحل الكبير عاصي الرحباني، واستمر بعد وفاته.
ونشرت بعض الصحف مقالات مسيئة بحق السيدة فيروز ردت عليها بقسوة ابنتها ريما، ما استوجب ردا من ابناء الراحل منصور ورد على الرد، ما استدعى وقفة جدية من الحريصين على تراث العائلة لتنبيه الورثة من خطورة التنازع على ارث فني وتاريخ اصبح ملك جمهور الفنانين فحسب.
فضيحة رحبانية جديدة
انتكاسة جديدة لعائلة الرحباني، هزت المجتمع اللبناني اثر قيام الفنان زياد الرحباني برفع قضية انكار نسب ضد ابنه عاصي بعد أن تأكد من خلال فحص الحمض النووي أنه ليس ابنه بيولوجياً.
الدعوى اثارت اهتمام الصحافة رغم امتناع اطراف القضية عن الادلاء بأي تصريح، ودعوة المحكمة كلاً من الفنان زياد الرحباني وابنه بإيجاد صيغة محترمة لحل القضية، حفاظاً على قيمة العائلة الرحبانية.
وكان زياد قد طالب في دعواه بشطب اسمه من خانة عاصي ومنعه من استعمال شهرة "الرحباني"، وتدوين خلاصة الحكم في سجل النفوس، ولكن المحكمة رفضت تحديد موعد لنظر القضية وطالبت بحلها ودياً.
زياد كان قد أعلن في وقت سابق انه حاول حل القضية بعيداً عن الاضواء بالاتفاق مع والدة عاصي، غير ان هذه الاخيرة رفضت الاذعان لطلبه بمنع عاصي من استخدام شهرة الرحباني في الاعلام، بعد كسبه جائزة عن فيلم قام بإخراجه، وأوضح زياد ان رفض طليقته دلال كرم الامر دفعه الى رفع القضية، خصوصاً ان وسائل الاعلام ركزت على صلة القرابة بين عاصي وعائلة الرحباني من بوابة الوراثة الفنية.
صباح خيانة وموت وقصة حياة
لم تترك شائعة الموت التي تطاردها منذ مدة الفنانة صباح هذا العام، اذ اكدت بعض الاذاعات الخبر ما دفع بصديقها المزين جوزيف غريب الى تكذيب الخبر بنفسه.
الخبر أثر على نفسية الصبوحة التي شعرت ان ثمة من يتمنى الموت لها، غير انه لم يثنها عن بدء الاعداد الجديد لمسلسل يروي سيرة حياتها، سوف يعرض في شهر رمضان المقبل، على ان تطل في اخر حلقاته بشخصيتها الحقيقية.
وكانت الصبوحة قد عانت من حرب شرسة اثر اعادة بث حلقة صورتها قبل سنوات من برنامج "دمعة وابتسامة في حياتي"، اعترفت فيها بخيانة ازواجها، ما دفع ببعض الفنانات الى تشكيل جبهة لمحاربتها والمطالبة باهدار دمها، الامر الذي دفعها الى الظهور مجددا للاعلان ان ثمة سوء فهم لما صرحت به، في محاولة منها للتنصل من تصريحات ادلت بها في لحظة ضعف.
خلاف راغب وفضل
ليس جديداً ان يختلف فنانان وأن يصل خلافهما الى الصحافة والقضاء، غير ان المفاجىء كان انحدار كل من الفنانين فضل شاكر وراغب علامة الى حرب بيانات استخدمت فيها اشد انواع الشتائم والاتهامات، وصولاً الى استخدام اسلوب العصابات في حرب ضروس على خلفية استقطاب زعيم سياسي في لبنان.
راغب وصف فضل بالفأر وفضل شبهه بالعاهرات، وتداولا اتهامات ذات طابع سياسي بصورة علنية، ما دفع بقائد الجيش شخصيا الى التدخل لمصالحتهما بعد ان اساءا الى فنهما وبلدهما والزعيم السياسي الذي تناحرا لكسب وده.
*زياد البرجي: سجن بمفعول رجعي
ولأن روح سوزان تميم الفنانة التي رحلت قبل سنة ونصف لم ترقد بسلام بعد، بسبب تداول قضيتها بصورة مسيئة لذكراها في الصحافة، اذ لم تلبث قضيتها ان انعكست سلباً على الفنان زياد البرجي الذي قاد سيارتها سنة ونصف قبل ان يقرر زوج الفنانة عادل معتوق سجنه بتهمة سرقة السيارة. فقد أودع الفنان زياد البرجي السجن في مركز السرقات الدولية في بيروت حيث بات هناك اياما عدة، على خلفية دعوى قضائية رفعها ضده معتوق، يتهمه فيها بسرقة سيارة المرحومة سوزان، وقيادتها من دون وجه حق.
برجي دافع عن ملكيته للسيارة قائلا ان معتوق لم يسجلها باسمه لأنها لا تزال تحمل اسم زوجته الراحلة، وأنه بانتظار حصر الارث ليتمكن من التصرف بها.
وكان الخلاف بدأ بعيد انضمام برجي إلى شركة "أوسكار برودكشن" حيث بدأت المشاكل بين الفنان وصاحب الشركة عادل معتوق، على خلفية اتهام زياد لمعتوق بالتقصير وبأنه لم يف. بوعوده التي قطعها له قبل توقيع العقد ومدته عشر سنوات، وينصّ على إصدار ألبوم كل سنة يتضمن حوالي 8 أغنيات، إذ مرّت ثلاث سنوات ولم ينتج معتوق لبرجي سوى أغنيتين، فقرر مغادرة الشركة بسبب عدم تنفيذها بنود العقد، ما أدى الى نشوب حرب اعلامية بين زياد وعادل، انتهت بسجن الفنان بتهمة السرقة.
وكان معتوق قد استأجر شقة لزياد ضمن بنود العقد، وبعيد وفاة سوزان تميم، اقترح عادل على زياد ان يشتري سيارتها الجيب، على ان يسجلها لاحقا باسمه. وكان البرجي يدفع اقساطها شهرياً، غير انه بموجب عقده مع معتوق وثقته به لم يطالب باوراق رسمية تبرز حقه بالسيارة التي وعد ان تسجل باسمه فور الانتهاء من حصر الارث.
مادونا تغرق في دوامة المشاكل
لأن الفن لم يجلب لها إلا المشاكل، وقعت الفنانة مادونا مرة جديدة في فخ ثقتها بالاخرين، بعد ام قبلت بتقديم اغنية "الدنيي صيفيي" مع فنانة مغمورة تدعى منار، وما لبثت المشاكل ان وقعت بين الطرفين حيث اعتكفت مادونا عن حضور حفل توقيع الاغنية الذي تحول الى مناسبة للهجوم على مادونا.
الخلاف بدأ مع شكوى مادونا المستمرة من عدم تقاضيها المبلغ الذي اتفقت عليه مع مدير اعمال منار ومنتج الاغنية سام حمرا، اذ انها تقاضت حسب قولها 20 ألف دولار من أصل مبلغ 50 ألف دولار اتفقت عليه شفهياً مع المنتج، من دون وجود أي عقد يضمن حقها.
الاجواء المتوترة انعكست على تصوير الاغنية، اذ اتهمت مادونا منار بالإساءة إليها خلال تصوير الأغنية ورشقها بكوب ماء بارد، وأخلت بمواعيد التصوير وغيّرت السيناريو وتصرفت بعدائية مع المخرج جاد شويري الذي اختارته مادونا.
لم تقف حرب الفنانتين عند حدود اطلاق البيانات الصحفية، فقد رفعت مادونا دعوى قضائية ضد سام حمرا تتهمه فيها بالتهرب من دفع اتعابها، ما استدعى توقيفه على ذمة التحقيق.
ولم تنته القضية هنا، اذ ان منار ومدير اعمالها، عقدا قبل ايام قليلة مؤتمرا صحفيا اعلنا فيها ان منار تعرضت للاغتصاب من قبل اشخاص ادعوا انهم من طرف الفنانة مادونا، التي لا تزال تطالب بالمال المتبقي لها في حوزة حمرا.
نوال الزغبي طلاق وفضائح على الهواء
نوال الزغبي كانت نجمة الصحافة هذا العام رغم انها لم تقدم سوى اغنية واحدة، حيث احتلت اخبار خلافها مع زوجها وشركة انتاجها صفحات المجلات التي وجدت في حياة نوال الشخصية مادة مثيرة، فانكسر ما كان تطلق عليه خطا احمر وتبعثر لتضيع نوال في شهور ما حرصت على بنائه وزوجها في سنوات، اذ لطالما كانت جدران بيتها محصنة ضد الشائعات لتصبح مادة دسمة لصحف الاثارة.
فقد تبادلت نوال وزوجها الاتهامات عبر وسائل الاعلام، فأعلنت انها عانت منذ اليوم الاول لزواجها، وان زوجها لم يحبها يوما وتزوجها لأنها كانت حينها مشهورة، ما دفع ايلي ديب الى الرد عليها بقسوة فاضحا ما اجرته من عمليات تجميل، واضعاً يده على الوتر الحساس الذي يؤلم نوال، غير ان هذه الاخيرة ما لبثت ان انتصرت حيث حصلت على حضانة اولادها ولا تزال تنتظر قرار المحكمة الروحية بابطال الزواج.
ديانا حداد: طلاق صامت
كما كان متوقعا، اعلنت الفنانة ديانا حداد طلاقها من زوجها المخرج سهيل العبدول، غير ان البيان المشترك الذي اصدره الطليقان كان حلا وقائيا ضد الشائعات.
بدورها الفنانة الين خلف انفصلت عن خطيبها بصورة قاسية بعد قصة حب جمعتهما لم تراع فارق العمر والدين بينهما، فاتهمت الين خطيبها بسرقة مالها تحت حجة استخدامه لشراء منزل لها، وسجنته بمذكرة قضائية، ليخرج بكفالة ويشهر بها في وسائل الاعلام.
مصالحات بالجملة:
على الرغم من المشاكل التي عصفت بالوسط الفني، شهد العام 2009 مصالحات بالجملة، اهمها كان صلح الاعلامية نضال الاحمدية مع الفنانات هيفاء وهبي، نوال الزغبي، ونجوى كرم، بعد ان اتهمت هيفاء بتوريطها بتهمة فبركة فيلم اباحي عنها، ونوال بالتخطيط لقتلها، ونجوى بالتهديد بسجنها.
عفت نضال عما مضى وصالحت كل اعداء الماضي بما فيهم احلام التي خاضت معها حربا ضروسا من المشادات الكلامية التي انتهت بعشاء صفت بعده القلوب.
بدورها الفنانة احلام تصالحت بوساطة بعض الاصدقاء مع الفنانة شمس، غير ان ظهورها في مقابلة تلفزيونية نسف الصلح بعد ان زل لسانها لتعود الى زمن الخلافات.
اما الفنان وائل كفوري، فوضع حدا للخلاف بينه وبين شركة روتانا بمصافحته مدير عام الشركة سالم الهندي في عيد ميلاد الفنانة اليسا التي كانت عرابة المصالحة.
ركود فني:
لم يشهد تاريخ الفن العربي موجة من الركود كما كان الحال عليه هذه السنة، حيث انعكست الازمة الاقتصادية العالمية على قطاع الانتاج، الذي احرج فنانيه لاخراجهم، فغادر شركة روتانا اكثر من فنان واعيدت هيكلة الشركة بدمج محطات واقفال اخرى بانتظار جلاء الازمة المالية.
اخبار سارة:
وبعيدا عن المشاكل، شهد العام 2009 الكثير من الزيجات الفنية اهمها زواج الفنانة هيفاء وهبي، والممثلة اللبنانية نور، وخطوبة الفنانة مايا نصري، وزواج الاعلامي مالك مكتبي والنائبة في البرلمان اللبناني نايلة تويني، وزواج مقدمة البرامج انابيلا هلال من الدكتور نادر صعب.
كما شهد الوسط الفني العديد من الولادات منها ولادة ميلا ابنة الفنانة نانسي عجرم، وكريم ابن الفنانة امل حجازي وجودي ابنة الاعلامية وفاء الكيلاني.