كانا صديقين منذ الطفولة لم يربهم أهلهم بل تربيا بالشوارع تعلما كل شيء تعلما أشياء طيبة وأخرى خبيثة وأخذا بعمل كل ما بدا لهم.
وبعد أن استقر الاثنين على حالة الترحال من الفندق إلى الذي بعده من بلد إلى الذي يليه وفي سفرة من السفرات.
وفي ذلك المكان .. سمعا المنادي وهو يقول : (الله أكبر الله أكبر .. حي على الصلاة .. حي على الصلاة .. حي على الفلاح .. حي على الفلاح ..
نعم إنه الأذان ..
الأذان الذي أدخل في جوف أحمد شعور جميل وهو يسمع المؤذن يناديه، فقام أحمد ليتوضأ وهو يقول يا خالد قم بنا للمسجد القريب نصلي نحن نفعل كل شيء فهلا ذهبنا لنسجد لله سجدتين .. تعال فقط نصلي ثم نكمل المشوار سوياً .. رد خالد مغضباً .. أأنت جاد يا أحمد؟ أتريدني أن أسجد لله ؟ كيف وأنا .. وأنا ... (تفوه بما لا يقال على الله جل في علاه) !!
انتاب أحمد نفور من صاحبه وقال له : قل ما بدا لك فأني ذاهب للمسجد !!
بعد أن رجعا إلا بلدهما افترق الاثنين لفترة .. وإذا بأحمد يحن لصاحبه فذهب و طرق عليه الباب .. رد عليه أخ لخالد .. سلم أحمد عليه وأخذ يسأله عن حال بيتهم والأهل، فإذا بالأخ يقول له : الأولى أن تسأل عن صاحبك (خالد)؟ لا عن أحوالنا !!
تعجب أحمد من الرد وانتابه الشك، ما ذا حصل لخالد هل به مكروه ؟
طلب منهم أن يروه خالد ليطمئن عليه .. وهنا المفاجأة ..
دخل أحمد الغرفة وسلم فإذا بصديقه يرد السلام لكن وهو ساجد ؟؟
ويسأل عن أحوال أحمد دون أن يرفع رأسه ؟ انتظر أحمد لحظات، فسأل يا خالد : ما الذي حل بك ؟
أجاب خالد .. تذكر تلك السفرة لبلد كذا ؟ تذكر حين قلت (أأنا أسجد لله!) تذكر؟ قال نعم .. أذكر.
أجابه منذ أن رجعت وأنا أذهب من مستشفى لآخر .. أريد علاجاً لألم رأسي و لكن لا أحد عنده العلاج .. لا أرتاح إلا هكذا وأنا ساجد وإن رفعت رأسي أغمي علي من الألم ؟!