رغم مرور ثلاث سنوات على وفاة ابنته ، يبدو أن حارس المرمى الألماني الدولي لم يستطع التغلب على أحزانه فقرر الانتحار وهو في الثانية والثلاثين من عمره ، وبعد أيام من التغلب على المرض والعودة للتألق.
ووجدت الشرطة الألمانية اليوم خطاب وداع من حارس هانوفر الشهير مما يؤكد الشكوك التي ساورت الجميع عقب وفاة إنكه أمس في حادث اصطدامه بالقطار حيث تأكد الجميع من انتحاره.
وانتحر إنكه بعد أيام من تألقه خلال مشاركته مع هانوفر في المباراة التي تعادل فيها الفريق 2/2 مع هامبورج في الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليجا) ، حيث تصدى في هذه المباراة للعديد من الفرص الصعبة.
كانت هذه المباراة هي الثانية لإنكه منذ عودته للملاعب بعدما أبعدته عدوى بكتيرية غامضة لمدة تسعة أسابيع ، وربما قلصت هذه الفترة فرصته في أن يصبح الحارس الأساسي للمنتخب الألماني في كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
وقال المدرب يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني إن الوقت كان مبكرا على استدعاء إنكه للمشاركة في المباراتين الوديتين أمام شيلي وكوت ديفوار الاسبوع المقبل ، ولكنه أوضح أن إنكه كان لا يزال في حساباته لنهائيات كأس العالم.
بيد أنه في الوقت الذي تجمع فيه المنتخب الألماني ليقيم معسكره بمدينة بون استعدادا للمباراتين الوديتين ، فوجئ الجميع بوفاة إنكه تحت عجلات القطار أمس.
وأكد يورج نيبلونج ، مستشار إنكه مساء أمس الثلاثاء في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن الوفاة كانت انتحارا ، كما قال مارتين كايند رئيس نادي هانوفر إن إنكه كان "غير مستقر".
وفقد إنكه وزوجته تيريزا قبل ثلاث سنوات طفلتهما لارا وهي في الثانية من عمرها بسبب قصور في القلب ولكنهما حرصا على تبني طفلة (ثمانية شهور) في أيار/مايو الماضي.
وذكرت صحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونج" الألمانية اليوم الأربعاء ان إنكه "كان واحدا من أفضل ، وأهدأ محترفي كرة القدم قبل أن يفقد وزوجته طفلتهما.. ربما لن نعرف ما حدث لروبرت إنكه في هذه الليلة ، وقاده إلى ذلك".
كانت مسيرة إنكه صعبة للغاية كما انه لم يكن من الحراس أصحاب الشهرة والبريق مثل أوليفر كان أو ينز ليمان.
ولد إنكه في "جينا" بألمانيا الشرقية سابقا ، وبدأ مشاركاته في مباريات البوندسليجا ضمن صفوف فريق بوروسيا مونشنجلادباخ الذي لعب له من 1996 الى 1999 ثم انتقل لصفوف بنفيكا البرتغالي لمدة ثلاث سنوات ، ومنه إلى برشلونة الأسباني ، حيث لم يستطع فرض نفسه على الفريق ، ومن ثم أعير إلى فناربخشة التركي وتينيريفي الأسباني.
كما كانت مسيرته الدولية مع المنتخب الألماني بعيدة عن الوضع المألوف ، حيث استدعي للفريق للمرة الأولى في كأسس العالم للقارات 1999 ، لكنه لم يشارك في أي مباراة مع الفريق ، ثم انتظر سبع سنوات حتى استدعي مجددا لصفوف الفريق.
جاء التغيير المفاجئ في مسيرة الراحل الدولية العام الماضي فقط ، حيث كان الحارس الثاني للفريق بعد ينز ليمان الذي حرس مرمى المنتخب الألماني في يورو 2008 ثم أصبح المرشح لحراسة المرمى في الفريق بشكل أساسي ومنتظم لدى اعتزال ليمان عقب انتهاء البطولة الاوروبية .
وشارك إنكه مع المنتخب الألماني في ثماني مباريات دولية ، منها ست مباريات في موسم 32008/2009 ، حيث تنافس على حراسة المرمى كل من رينيه أدلر ومانويل نيور وتيم فايسه.
وكان من المقرر ان يحرس إنكه مرمى الفريق في مباراته المهمة والحاسمة أمام المنتخب الروسي في العاشر من تشرين أول/أكتوبر الماضي ولكن العدوى البكتيرية حرمته من المشاركة في المباراة ليتولى أدلر المهمة ، ويفوز الفريق على نظيره الروسي 1/صفر ويضمن التأهل لنهائيات كأس العالم.
كان غياب إنكه عن المباراة آخر صدمة تلقاها حيث لم يجد فرصة للتأكيد على جدارته بحراسة مرمى الفريق في نهائيات كأس العالم خاصة وأنه غاب أيضا عن مباراة الذهاب أمام روسيا بسبب الإصابة بكسر في اليد ، والتي أبعدته عن الملاعب لمدة شهرين.
وقرر إنكه أخيرا أن يكتب كلمة النهاية لمسيرته ، ليس فقط مع كرة القدم ، بل مع الحياة.
ووصف مايكل فيسبر ، الامين العام للجنة الأولمبية الألمانية وفاة إنكه بأنها "حدث مأساوي" ، في حين فقد أوليفر بيرهوف ، مدير المنتخب الألماني ، القدرة على الكلام في الوقت الذي قال فيه ثيو تسفانتسيجر ، رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم ، إن مجتمع كرة القدم بأكمله "يشعر بالأسى والحزن العميق".
كما فقد لاعبو هانوفر القدرة على الكلام ، في حين أوقد المشجعون الشموع لإنكه.