أشتعلت شرارة الحرب بين نادي ريال مدريد الأسباني العملاق والاتحاد البرتغالي لكرة القدم بسبب النجم كريستيانو رونالدو.
وظهرت أولى بوادر هذه الحرب عندما أعلن كارلوس كيروش مدرب المنتخب البرتغالي أمس الأحد أنه سيستدعي الجناح الشاب للمشاركة في الدور الفاصل بالتصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا أمام البوسنة والهرسك مشيرا إلى أنه يود إشراك رونالدو في هاتين المباراتين "ولو حتى لدقائق قليلة".
ولكن نادي ريال مدريد الذي يلعب له رونالدو أعرب اليوم الاثنين عن غضبه الشديد بسبب هذا الأمر لأن النادي الأسباني يرى أن إصابة الكاحل الأيمن التي يعاني منها اللاعب تحتاج لأسبوعين آخرين من العلاج والراحة قبل عودته للملاعب.
ويسعى ريال مدريد لمنح رونالدو أقصى درجات الراحة والعلاج لكي يكون جاهزا للعب مباراة القمة الكلاسيكية "كلاسيكو" بالدوري الأسباني في 29 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري أمام برشلونة الذي يتصدر الدوري الأسباني حاليا بفارق نقطة واحدة أمام ريال مدريد.
ويخشى ريال مدريد أن تتسبب مشاركة رونالدو في مباراتي البرتغال أمام البوسنة بالدور الفاصل في تفاقم إصابة اللاعب ، ويصر على بقاء رونالدو في مدريد هذا الأسبوع وعدم سفره إلى البرتغال.
أما البرتغال ، فلا يبدو أنها تصدق حقا أن إصابة رونالدو خطيرة إلى هذه الدرجة وتريد فحص اللاعب من قبل أطباء اتحاد الكرة البرتغالي.
ولاشك في أن ما يحدث الآن هو خلاف "النادي ضد الدولة" القديم مع وجود مشاعر انتقام سائدة ، ووجود أغلى لاعب في العالم عالقا في ظل الخلاف.
وكان ريال مدريد قد حطم الرقم القياسي العالمي في أسعار صفقات اللاعبين عندما دفع 94 مليون يورو (7ر139 مليون دولار) لمانشستر يونايتد الإنجليزي للحصول على خدمات النجم البرتغالي /24 عاما/ صاحب الشعبية العريضة.
وبدأ رونالدو مشواره في "استاديو بيرنابيو" كقطار سريع ليسجل خمسة أهداف في الدوري الأسباني وأربعة أهداف في بطولة دوري أبطال أوروبا خلال شهر أيلول/سبتمبر الماضي.
ولكن في 30 أيلول/سبتمبر تعرض رونالدو لعرقلة عنيفة من سليمان دياورا لاعب مارسيليا الفرنسي ليصاب اللاعب البرتغالي بإلتواء شديد في الكاحل الأيمن.
وابتعد رونالدو بعدها عن الملاعب لمدة عشرة أيام قبل مشاركته في مباراة البرتغال مع المجر في تصفيات كأس العالم والتي لم يرد ريال مدريد أن يلعب رونالدو فيها.
ولكن النجم البرتغالي لعب المباراة ، وكما كان متوقعا فقد تفاقمت الإصابة بصورة خطيرة.
وبالتأكيد اشتعل غضب ريال مدريد تجاه الأطباء البرتغاليين وتجاه كيروش الذي لم يحقق أي نجاح عندما تولى تدريب ريال نفسه قبل بضعة أعوام ، ومنذ مهزلة مباراة المجر لم يلعب رونالدو.
وفي الأسبوع الماضي توجه رونالدو إلى العاصمة الهولندية أمستردام للعرض على الطبيب الأخصائي نيك فان دييك ، وهو نفس الطبيب الذي أجرى لرونالدو عملية جراحية في كاحله الأيمن في تموز/يوليو 2008 .
واطمأن ريال مدريد برأي فان دييك الذي لم ينصح بإجراء عملية جراحية جديدة لرونالدو وإنما أمر له بالراحة لمدة أسبوعين آخرين.
واتهمت صحيفة "آس" الرياضية اليومية الصادرة في مدريد اليوم الاثنين تحت عنوان : "إنها الحرب" كيروش بأنه يتصرف تحت تأثير مشاعر الاستياء والضغينة لأن ريال مدريد أقاله من تدريبه في عام 2004 بعد موسم كارثي بالنادي الملكي.
ونقلت "آس" عن رونالدو اليوم قوله : "لا أتخيل بطولة كأس عالم بدون البرتغال" مضيفة أن ريال مدريد يهدد باتخاذ إجراءات قانونية ضد اتحاد الكرة البرتغالي.
أما صحيفة "ماركا" المنافسة فقد نقلت عن خورخي فالدانو مدير عام ريال مدريد قوله : "سننتظر أسبوعين آخرين وبعدها سنعرض رونالدو من جديد على الطبيب فان دييك".
وأضاف فالدانو : "إن الأبواب مفتوحة أمام الأطباء البرتغاليين لكي يأتوا ويشاهدوا بأنفسهم حالة اللاعب وفي جميع الأحوال سنرسل لهم يوم الاثنين (اليوم) كل المعلومات المتعلقة بإصابة رونالدو الذي أعتقد أنه بحاجة إلى الهدوء لأننا ندفعه نحو القلق".
وواصلت الصحيفة نشر تصريحات فالدانو التي قال فيها : "يجب أن نتذكر أن إصابة رونالدو تفاقمت عندما لعب مع منتخب البرتغال .. وتكرار هذا الخطأ سيجعل المشكلة أكثر خطورة".
وأظهر استطلاع للرأي أجرته "ماركا" بموقعها على الإنترنت أن 78 بالمئة من قرائها يرون أن ريال مدريد لا يجب أن يسمح لرونالدو بالانضمام إلى المنتخب البرتغالي هذا الأسبوع.