أنا فتاة في 17من العمرـ أمي وأبي يظنون أن المال هو كل شيء ولا يهتمون بي، ولا يفهمون شعوري .. أشعر أني وحيدة في هذا العالم لهذا قررت ان اترك البيت وارحل او ان اتزوج وأصون نفسي، لأنني بصراحة قلبي يطعن الف مرة كل يوم عندما أرى ان لا احد يهتم بي ارجو ان يساعدني احد.
عزيزتي الحائرة.. رسالتك مختصرة لكنها جد صريحة في التعبير عن شعورك بالإهمال بين والديك، إلى درجة جعلك تفكرين بالهروب من البيت، والبحث عن أي شخص يفهمك ويهتم بك.
بالطبع من حقك ومن حق كل فتاة أن تلقى كامل الاهتمام والرعاية من والديها، الذين يتوجب عليهما فهم شعورها وأحاسيسها، والتعامل معها كإنسانة عزيزة على قلبهم، لكن ياعزيزتي الخطأ لايمكن إصلاحه بخطا أكبر، فماهي الضمانة التي تحميك من الإهمال والضياع في مجتمع تكثر فيه الذئاب البشرية التي تفترس ضحيتها ولاتبالي، بفتاة مثلك لاتزال في عمر الورود.
عليك بمصارحة أهلك، استبدلي أسلوبك في الحديث معهم، كلميهم وكأنهم أصدقاء، أختاري المكان والوقت المناسب للتعبير لهم عن مشاعرك، وعن آلاف الطعنات التي تصيبك كل يوم بسبب إهمالهم لك واهتمامهم بالمال أكثر منك، حاولي كسب احترامهم، أشعريهم أنك أغلى من المال، وأنك رأس مالهم الحقيقي، وانك الكنز الذي لاينضب مافيه من الدرر والجواهر.
إن التفكير بترك البيت، هو هروب نحو المجهول، نحو عالم تكون السعادة فيه مجرد سراب، عالم لا يتلقى الإنسان فيه إلا الصدمات التي تراكم في نفسه الإحساس بالضياع والحرمان والندامة.
عليك التفكير ألف مرة قبل أن تسمحي لنفسك بهذه الخطوة، راجعي تجارب من سبقك إليها، واحكمي عليها بعقلك، بعيدا عن المظاهر الخادعة التي تغري ذوات العقول البسيطة.
إن إحساسك بالوحدة في البيت قد لايكون واقعيا، لكنه سيصبح حقيقة تطاردك كل لحظة، إذا خسرت أسرتك، وهو خسران لن يعوضه شيء مهما كان شكل البديل.